افتراضي كلـمات صـادقـة

كان الحسن يقول: ابن آدم
إنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك.
ابن آدم: لو أن الناس كلهم أطاعوا الله وعصيت أنت لم تنفعك طاعتهم، ولو
عصوا الله وأطعت أنت لم تضرك معصيتهم.
ابن آدم: ذنبك ذنبك، فإنما هو لحمك ودمك وإن تكن الأخرى فإنما هي نار لا
تطفأ وجسمٌ لا يبلى ونفسٌ لا تموت .

أما الحسن فحين مر برجل يضحك، سأله: يابن أخي.. هل جزت الصراط؟ فقال الرجل:
لا، قال: فهل علمت إلى الجنة تصير أم إلى النار؟ فقال: لا، قال: ففيم
الضحك؟! عافاك الله والأمر هول، فما رُؤي الرجل ضاحكًا حتى مات .

وسأل عمر -رضي الله عنه- كعبًا فقال: أخبرني عن الموت؟
قال: يا أمير المؤمنين، هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم، فليس منه
عرق ولا مفصل، وهو كرجل شديد الذراعين فهو يعالجها وينتزعها، فبكى عمر.

قال أنس بن مالك: ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن: أول
يوم يجيئك البشير من الله -تعالى- إما برضاه، وإما بسخطه، ويوم تُعرض فيه
على ربك آخذًا كتابك. إما بيمينك وإما بشمالك. وليلة تستأنف فيها المبيت في
القبور ولم تبت فيها قط، وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة.

روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت؟ فقال: من لا يهاب
الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرُشا. قال: فإذًَا أنت ملك
الموت، قال: نعم، قال: أتيتني ولم استعد بعد!؟ قال: يا داود أين فلان
قريبك؟ أين فلان جارك؟ قال: مات. قال: أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد.