لا توجد أخطاء فى الحياه بل دروسا, اى إنه كلما حدث شىء خطأ فإنه يحتوى على درس يجب أن نتعلمه لنصحح الخطأ ونتجنب حدوثه مره أخرى. إذا فعلت ذلك وتعلمت الشعور إن الخطأ هو درس مستفاد, ستقلل الضغوط التى تعانى منها وستصبح شخصا إيجابيا وأكثر ثقه فى نفسك وستتحسن شخصيتك وبالتالى أدائك.
الكثير منا لمجرد أنه أخطأ يجلد ذاته مرات ومرات على نفس الخطأ. إن الخطأ لا يمكن تجنبه طالما نعمل ونعيش ونتعامل مع الآخرين فى مجتمع متشابك العلاقات. قد يتجنب البعض الخطأ بعدم العمل أو أن بتجنب التعامل مع الآخرين. هذا خطأ كبير فى حد ذاته . إن الأخطاء هبه من الله لنستغفره ونتوب ونتجنبها ونستفيد من دروسها.
البعض الآخر يرفض الإعتراف بالخطأ بل وينسبوه لغيرهم او للنظام الذين عملوا فيه.هذا ما نسميه العقليه الضحيه. وهى التى تريد أن تظهر وكإنها ضحيه لما يفعله الآخرون أو الظروف المحيطه بها , وتنكر تماما أى مشاركه فى هذا الخطأ أو إرتكابه. إنهم يحللوا الخطأ وينكروه , يبرروه ويلوموا الجميع ما عدا أنفسهم. هؤلاء لم يتعلموا بعد تقبل المسئوليه عن أنفسهم أو تصرفاتهم .
كيف تتحمل مسئوليه أخطائك :
1. تقبل وجود الخطأ :
تقبل فكره إنك بشر وإن كل منا يمكن أن يقوم بأشياء يندم عليها. قد نأخذ قرار خاطىء , قد نسىء لأحد دون أن نشعر, أو قد نقوم بأختيارات خاطئه. إنفتح على هذه الحقيقه ,وتعلم أن تستفيد من كل خطأ إرتكبته أو قد ترتكبه. إن الخطـأ قد يؤلمك طول الوقت أو بعض الوقت ولكن يجب أن تتعلم أن تتخطى ذلك وتستوعب الدرس حتى تتجنبه ولا تكرره. إذا لم تستوعب الدرس فستكرره مرات ومرات وتظل متألما وستفقد كل شىء.
2. كن واعــيا :
أنظر داخل ذاتك بصدق وأمانه حتى تعرف كيف تحسن من نفسك. أنظر الى مناطق ضعفك التى تسبب الخطأ وحاول تقويتها وإصلاحها. كن واعيا لما تفعله ولماذا تفعله,كيف تشعر وكيف تجعل الآخرين يشعروا.هذه الطريقه من التفكير هى المبادره للبحث عن ما هو أفضل والبعد عن الأخطاء. إنك مسؤلا عن ما تفعله أو تقوله ويجرح الآخرين ويسىء إليهم. إنه الذكاء الإجتماعى الذى به يمكنك حسن التعامل مع كل فرد على حده تبعا لشخصيته وصفاته. راعى كل كلمه تقولها وطريقه حديثك أوتصرفك مع الآخرين حتى لا تخطىء وتندم على ذلك,
3. تحمل مسؤليه نفسك وحياتك :ــ
مهما حدث ومهما كانت النتائج تحمل مسؤليه خطئك. إن الإعتراف بالخطأ وتحملك مسؤليته يحررك من الشعور بالندم ومن تذمر الآخرين منك.تحمل الخطأ يتطلب الكثير من الشجاعه والإلتزام بحسن التعامل مع الآخرين. إن إهتمامك بمشاعر الطرف الآخر وإحترامها يحسن من شخصيتك وسلوكك مع الآخرين. عندما تتحمل الخطأ فأنت تتحمل إصلاحه مما يبعث الراحه فى من حولك ويعلمك كيف تتجنب مثل هذا الموقف وإتخاذ القرارات والإختيارات الصحيحه ويشعر من حولك بالإطمئنان لإنك شخص يتحمل مسئوليه أى خطأ يرتكبه ولا يلقى باللوم على الآخرين .
4. إبحث عن ما الذى يجب أن تغيره فى نفسك :
بدلا من إضاعه الوقت فى التفكير من هو الأكثر مسئوليه عن موقف معين, أنظر للموقف ككل وكيف تستطيع تغييره وإصلاح الخطأ فيه. إذا نظرت إلى الموقف على إنك أنت الذى ستتحمل المسئوليه ,إسأل نفسك ماذا أفعل لتصحيح الخطأ فى هذا الموقف؟ ما الذى يجب أن أغيره فى شخصى حتى لا أتسبب فى مثل هذا الخطأ؟ ما الشىء الذى يجب أن أتحكم فيه؟ إجعل هذا الخطأ تجربه تقويك وتحسن من تصرفاتك حتى لا تكرر هذا الخطأ.أنظر لجوانب أخرى من نفس الموقف. كيف يشعر الآخرون فى نفس الموقف؟ كيف سيكون الموقف لو إنك تصرفت بأسلوب وقمت بإختيارات مختلفه؟ تعلم من إجاباتك وإستفد منها لتجنب الخطأ الذى حدث.
5. إســأل :
إسأل أشخاص محايده عن رأيهم . إعتمد فى ذلك على أصدقائك المخلصين حتى يردوا بأمانه وصدق, ويمكنهم رؤيه الأحداث من الزاوتين. أحيانا نكون منغمسين فى الموقف للدرجه التى لا تمكننا من رؤيه الموقف على حقيقته وتحديد الخطأ وأبعاده. أما الصديق سيرى الصوره من الخارج ويرى كل الأطراف ومشاعرهم ويعطيك رأى محايد شامل بحب ولباقه.
6. أشكر نفسك :
هنأ نفسك على ما تعلمته من الخطأ وما حصلت عليه من نمو وتحسن من كل موقف مررت به, أو خطأ نجحت فى تحمل مسئوليتك عنه وواجهت التحدى. تذكر إن كل خطأ أضاف قيمه لحياتك وجعلك شخص أفضل. إن تحمل مسئوليه الخطأ والعمل على إصلاحه سيرفع من إحترامك فى أعين الآخرين ومن ثقتك فى نفسك وثقه الآخرين بك. أشكر نفسك على شجاعتك وحسن تصرفك لتحملك المسئوليه والعمل على إصلاح الخطأ.
قد تكون على حق. قد تنجح أنت ويفشل غيرك فى عمل ذلك , لكن لا تهمل الدرس المستفاد من فشلهم. من الأخطاء التى إرتكبوها وكيف كان يمكنهم التصرف بأسلوب أفضل , وما الذى يجب عليك عمله حتى تتجنب الوقوع فى الخطأ.