أهمية توكيد الذات في العلاقات الاجتماعية
لابد للإنسان أن يستمتع بحياته ويشعر بالسعادة.. فعليه أن يدرب نفسه باستخدام أساليب توكيد الذات والتي تضمن حقوقه وإبداء آراءه وتطلعاته.. والتي ينبغي على الأهل أن يعوا أهميتها بالنسبة لأطفالهم لكي يسلكوها عندما يكبروا ويكون لها دور فاعل في إيجاد الثقة بأنفسهم وتقوية علاقاتهم بالآخرين .
تعريف تأكيد الذات:
هو أن يتدرب الفرد على التعبير عن النفس بثقة ( وبدون مبالغة ) وأن يعبر عن مشاعره سواءً كانت إيجابية أو سلبية وعن آراءه.. فعلى الفرد أن يدرب نفسه على تنمية قدراته على التعبير عن مشاعر الحب أو الإعجاب أو التقدير وأيضاً عن مشاعر الرفض أو الغضب أو الكراهية.. تعبيراً لفظياً واضحاً ومباشراً.. ويؤدي إلى إتباع هذا الأسلوب إلى الثقة بالنفس واحترام الذات.. ومما لاشك فيه أن التغيرات التي تحدث في سلوك الفرد ومظهره والتي تؤكد للفرد ذاتيته.. ويكون لها أثر لا يستهان به في إدراك الفرد لنفسه وإدراك الآخرين له أيضاً.
كما أن لهذا الأسلوب فوائده في تحسين قدرة الفرد على التوافق الاجتماعي.. وعدم كبت المشاعر.
ويقوم بعض المعالجين الذين يتبعون هذا الأسلوب بتدريب مرضاهم على كيفية أداء المواقف الاجتماعية المختلفة مثل كيف يتحدث الفرد أو يعبر عن رأيه مع والديه.. أصدقائه.. معلميه.. والآخرين أو مع رئيسه أو ذوي السلطة والنفوذ أو أمام الجنس الآخر.. الخ .
أساليب تأكيد الذات:
تتعدد أساليب تأكيد الذات.. فبعضها يعتمد على تأكيد الذات من خلال المران على المهارات اللفظية.. والبعض آلا خر يعتمد على تأكيد الذات من خلال المظهر والسلوك العام.. ففي المران على تأكيد الذات من خلال المهارات اللفظية.. يجب أن يهتم الفرد بالحضور الذهني في المواقف المختلفة.. وبعدم الانشغال بأمور الحياة ومشكلاتها أثناء تواجده في المواقف الاجتماعية المختلفة. . كذلك فيجب أن يدرب الفرد نفسه على استخدام عبارات تؤكد وجوده مثل
أنا أحب).أو
( أنا أكره).أو.(أنا أؤيد) .أو. (أنا أرى) مع عدم الخوف من النقد الاجتماعي.. وأيضا عدم المبالغة في تأكيد الوجود.. مع توخي الصدق في التعبير عن النفس.. فلا تكون المعارضة بغرض جذب الانتباه.
ويعتقد البعض أن الظهور بمظهر الخنوع المبالغ فيه أو الأدب والاستكانة والخجل قد يجلب إليهم القبول أو الحب أو التقدير, ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح, وتستطيع إذا كنت من هؤلاء الذين يسلكون مسلك الخانعون المساكين أمام رؤسائهم أو أمام أي مسئول.. فما عليك الآن إلا أن تتخيل أنك ذلك المسؤل.. وأن أمامك اثنين من مرءوسيك:
الأول.. مهذب.. هادئ.. واثق من نفسه.. يتحدث بهدوء واطمئنان.. ويتحدث أيضا بثقة وبدون مبالغة عن قدراته وعن آرائه ومشاعره.
الثاني.. مهذب..هادىء .. متلعثم.. خجول.. منطوي.. يميل إلى الاستكانة أو المسكنة والانكسار وإلى التقليل من قيمة نفسه.
فإلى أيهما تميل ؟ وأيهما تثق ؟ وأيهما تحترم؟ حاول أن تكون ذلك الشخص الأول لأنك إذا لعبة دور الشخص الثاني ونجحت في اكتساب بعض العطف و القبول فإنك ستفشل في اجتذاب الثقة والاحترام والتقدير.
عليك بتأكيد ذاتك من خلال اهتمامك بمظهرك العام.. فهو أمر هام أيضا.. فيجب أن يهتم الفرد بارتداء ملابس نظيفة.. وأنيقة.. ومناسبة وغير مبالغ فيها.الخ. . جب الاهتمام بالنظافة الشخصية, والتخلي عن بعض العادات المنفرة مثل عادة البصق على الأرض أو حك الجسم ونتف شعر الوجه أمام الآخرين, أو التجشؤ بصوت مسموع.. الخ .
كذلك فإن الظهور دائما بوجه عبوس.. مقطب الجبين.. أو بوجه جامد الملامح أو مهموم ينفر الناس.
بينما يجذبهم الوجه الهادئ المبتسم .
لا حظ التغيرات التي تحدث حتى في نبرة صوتك عندما تكون مكتئبا مهموما أو خائفاً..
ثم وأنت هادئ أو سعيد.... لاحظ أن يكون صوتك واثقا.. غير منكسر وغير متوتر النبرات.. وأن تكون كلماتك واضحة واثقة.. هناك فرق شاسع بينهما .. إن هذه اللمحات .. هي لغة تعبر عن الفرد وعن حالته النفسية أبلغ تعبير.. تماما كلغة العيون.. فيجب أن تؤكد للآخرين مشاعرك وتثق بنفسك من خلال السلام باليد.. من خلال حركات الجسم.. وإشارات اليد.. و طريقة المشي.. الخ.
في الختام ..
عليك أن تعود نفسك على عدم الخجل عند تلقي الثناء أو الشكر.. أو كلمات الإعجاب والمدح بل يجب أن تظهر رضاك وامتنانك لهذا.. ويستحسن أن تعلن عن شكرك وسعادتك لكل تقدير تناله.